الجدة امتثال وحكايات الأمثال
““لكلِّ كتابٍ حكايةٌ.. وحكايةُ هذا الكتابِ تبدأُ وَتنتَهي عِند الجَدّة امتِثال”
الجَدّةُ “امتثال” ليستْ جَدَّتي أنا فَقط، بل جَدَّةُ كُلِّ أبناءِ الحيّ، هيَ أوَّلُ مَنْ سكنَه، وَأوَّلُ مَنْ زرعَ فيهِ الشَّجر، وأوَّلُ مَنْ حفرَ فيه البِئر، وأوَّل مَنْ خبزَ فيه الكَعك، وأوَّلُ منْ رسمَ وجهَ القَمرِ على حيطانِه… وأوَّلُ مَنْ جمعَتْنا لِتحكيَ لنا الحكايات.
“جدَّتُنا الغالية” هَكذا اعْتَدْنا أن نُناديَها، “وُرودِي الجورِيّة” هكذا اعتادتْ أن تُحَيِّيَنا بوجهِها البَشوشِ وابْتسامتِها الصَّافية، وصوتِها العَذْب، وذِراعَيْها المفتوحَتينِ لَنا دَوْماً.
بيتُ الجدَّةِ امتِثال لَيسَ كباقي البيوت، بابُه الورديُّ مفتوحٌ دائماً، وسقفُهُ الذَّهبيُّ يُشبهُ قُرصَ الشَّمس، وأرضُهُ المرمَريّةُ لا تَمَلُّ حَمْلَنا، وحُجراتُه الصَّغيرةُ تتَّسِعُ لَنا جميعاً مهما بلغَ عدَدُنا، أشجارُ حديقةِ الجدَّةِ امتثال وارفةٌ دائِماً، تُظلِّلُنا في شهورِ الصَّيفِ الحارّ، ومِدْفأتُها الحجريةُ تبعثُ في أجسادِنا الدِّفْءَ في ليالي الشِّتاءِ الباردة، ومكتبتُها الخشبيةُ الكبيرةُ تفوحُ منها رائحةُ الحُبِّ والسَّلامِ والحِكمة.
لا يَكادُ يمرُّ عَلينا يومٌ إلا وَنُهْرَعُ إليها، نُنادي فتُجيب، نَسْتأذِنُ فيُسمَحُ لنا بالدُّخول، نَتناوَلُ الكعكَ اللَّذيذ، فتَمتلِئُ بُطونُنا، وَتَظَلُّ عُقولُنا تائِقةً لسماعِ الحكاياتِ المُمتعةِ التي تحفظُها الجَدّةُ، وَتعرِفُ كيف تقُصُّها علينا بطريقةٍ مشوِّقةٍ تُنسينا الوقت، وَتُذكِّرنا أَنَّنا العربَ حَكّاؤونَ بارِعون، يَجمعُنا بالقصصِ والحكاياتِ تاريخٌ مشرقٌ طويل”.”
Only logged in customers who have purchased this product may leave a review.
Reviews
There are no reviews yet.